رأى الوزير السابق جهاد ازعور ان الأولوية عادت اليوم لتكون للاقتصاد وفي طرابلس، لماذا للاقتصاد ذلك لأن لبنان يقف على مفترق طرق حساس وأساسي، وفي حال عدم معالجة الأزمات الإقتصادية والمالية التي يمر بها لبنان فإنه سيكون لها إنعكاسات كبيرة جدا على الإستقرار الإقتصادي والوضع المعيشي، ولماذا من طرابلس؟، لأن هذه المدينة تعاني وكذلك هذه المنطقة من ضعف في الأداء الإقتصادي والإجتماعي، والمأساة الأخيرة التي مرت بها إحدى عائلات طرابلس التي حاولت الهجرة تعبير صارخ عن مستوى الحرمان والضعف الإقتصادي الذي ينعكس وجعا إجتماعيا في هذه المدينة والتي شهدت خلال العقود الماضية إزدهارا وكانت من إحدى أهم مدن البحر المتوسط".
وخلال كلمة له في لقاء حواري عن "الإقتصاد اللبناني بين الحاضر والمستقبل" بدعوة من رئيس جامعة بيروت العربية فرع طرابلس عمرو جلال العدوي، دعا إلى "عدم الهروب من المشكلة وهي كبيرة جدا حيث يبلغ عدد هؤلاء النازحين حوالي 20% من السكان والمقيمين في لبنان وسط حالة إجتماعية صعبة جدا حيث ينشأ جيل جديد من النازحين غير متعلم ودون مدارس، ووجود النازحين هو في مناطق أصلا تعاني من ضعف في البنى التحتية، والمشكلة الأخيرة هي الأوضاع الإجتماعية".
ولفت الى "اننا امام مرحلة جديدة مع كل صعوبتها وحراجتها السياسية والإقتصادية والإجتماعية، ولكن بإستطاعتنا الخروج منها من خلال خطة تمتد من اليوم إلى 2020 فلبنان إعتاد على التجزئة واليوم أصبحنا بحاجة لخطة إنقاذ شاملة، ولا يمكننا ان نتطلع إلى مسألة إقتصادية واحدة دون النظر إلى سائر القضايا مجتمعة، وسابقا إختلفنا مرارا على الأولويات واليوم أصبحنا بحاجة إلى مقاربة مختلفة من شأنها التأكيد على تزامن الإختصاصات"، مؤكدا ان "أي خطة يجب ان تتضمن اربعة محاور الأول هو قطاع التكنولوجيا ،والثاني الشراكة مع القطاع الخاص والثالث قطاع الإتصالات والرابع قطاع النفط وأعني بذلك قطاع الطاقة المتجددة".
اضاف:"بالرغم من الصعوبات التي نعيش فيها نحن بحاجة إلى تغيير المعادلات بأن نجابه واقعنا وأن نعيد الحوار السياسي والقضايا السياسية إلى مكانها الطبيعي اي مصلحة المواطنين ومصلحة الإقتصاد الذي برهن على الصمود والنهوض من جديد بالرغم من الصعوبات التي مر بها، وهذا النهوض حتى ولو كانت الأوضاع اللبنانية غير مؤاتية في السنوات المقبلة بإمكانه أن يكون موجها ومحفزا لبلدان أخرى أن تقتدي بالنموذج اللبناني الذي نفخر بتنوعه الذي نعيشه".